في وقت تخوض الدول العربية ثوراتها أو مانسميه الربيع العربي حدثت ثورة في العالم الإفتراضي في عالم الإنترنت ونجحت الثورة الإفتراضية كما نجحت الثورات العربية لكن هذا ما نتخيله نحن المستخدمين، في الواقع الثورة فشلت والقانون تم تأجيله أو دعوني أعيد صياغته تم تفعيله بخفاء دون شعور المستخدم وبتكتيم إعلامي!
قانون SOPA لمن لا يعرفه هو قانون مقترح في الكونجرس الامريكية في تاريخ 26 اكتوبر من عام 2011 من قبل لامار سميث حيث ينص القانون على حمايه حقوق المحفوظة التي يتم تداولها في الإنترنت حيث يقفل أو يحاسب أي موقع ينشر هذه المعلومات مثل مواقع التورنت أو التحميل حتى وصل الأمر لمواقع البحث التي تدل المستخدم لهذه المواقع، فكره القانون قد تكون ممتازة لكن تطبيقها سيكون سيء جدا وسيؤثر على إستخدام الإنترنت بشكل عام.
إذا كن تريد أن تعرف مستوى الضرر سأخبرك بجزء منه. سيتم إغلاق جميع مواقع التورنت و جميع مواقع التحميل وكذلك اليوتيوب والمواقع المشابهة له وكذلك مواقع البحث “GOOGLE و YAHOO و BING” وسيمتد التأثير إلى موقع الويكبيديا لأنها بالغالب تكون مربوطة ببحوث و مؤلفات ذات حقوق نشر وأيضا سيقع نفس التأثير على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر و فيسبوك” والمدونات العلمية أو ذات تخصصات معينة بالمختصر سيكون الإنترنت بدون أي قيمة أو فعالية.
الثوره كانت تقودها مواقع كثيرة من أهمها مجموعة جوجل و ياهو و الويكبيديا و موزيلا و تويتر و شركات أخرى كما توجد شركات كانت مع القانون ثم تراجعت بعد الضغط عليهم من قبل المستخدمين مثل مايكروسوفت و آبل و إنتل و ننتندو و أدوبي و جودادي و سوني.
كيف فشلت الثوره؟
الكونجرس الأمريكي أعلن تأجيل القانون حيث تتم إعادة صياغته لكن في الوقت الراهن ومن خلال متابعتي للقانون فإننا يوميا نسمع عن ملاحقه مواقع التورنت أو إغلاق مواقع التحميل أو نشاهد حذف الكثير من مقاطع الفيديو الموجودة على اليوتيوب مثل مقاطع وحلقات المصارعة WWE و لقطات من الأفلام و المسلسلات والإنمي و كذلك منع الكثير من المقاطع أن تعرض خارج الولايات المتحدة و كثير من المقاطع الموسيقية، و إزالة الكثير من نتائج البحث في جوجل و ياهو و بينج، وكما هو ملاحظ في مواقع التحميل مثل “Mediafire و Jumbofiles و FileFactory و Depositfiles و Rapidshare و غيرهم” يتم حذف الروابط بشكل مستمر ومراقبتها بشكل دائم.
كما تم إغلاق عدة مواقع مثل “Demonoid ، Thepiratebay ، BTjunkie ، Megaupload ، filesonice و غيرهم” و تعرضت بعض المواقع في أحد الفترات لحذف كل ملفاتها أو منع مشاركة الملفات فقط يسمح لصاحبها تحميلها.
المستقبل المجهول
لا أستطيع التنبئ بالمستقبل ومعرفة نتائج قانون SOPA لكن كل الذي يخطر على بالي مستقبل سيئ على الانترنت، القانون وجد لحفظ أموال التجار والشركات العالمية بشكل عام والأمريكيه بشكل خاص وخاصة أن كثير من الشركات تأذت من القرصنة بشكل كبير وأيضا عصفت عليهم الأزمة المالية العالمية و أكملت مسيرة الخسائر، المحتوى المقرصن من أفلام وموسيقى و العاب الفيديو أثر على المبيعات بشكل واضح حتى وصل التأثير على إشتراكات قنوات التلفزيون “من خلال الكيبل” بالمختصر الميديا الأمريكية كلها تأثرت ومن المستحيل ان تتجاهل الكونجرس هذا التأثير وتضل تشاهد هذه الخسائر للشركات الامريكية، فعزيزي مستخدم الإنترنت لا تنصدم بيوم من الأيام عند سماعك لإغلاق مواقع التحميل بشكل نهائي أو تحولها الى خدمات سحابيه “وهو التوجه الحالي” و أيضا سنسمع إستدعائات كثيرة بالمحاكم لأصحاب مواقع التورنت وإغلاق مواقعهم.
وأيضا قضائك بالساعات على اليوتيوب سينتهي إذا إستمر حذف مقاطع الفيديو عنه بهذا الشكل المرعب الحاصل حاليا وستجبر عزيزي المستخدم بإسخراج بطاقة “فيزا ، ماستر كارد” لشراء المحتويات الرقمية “افلام، موسيقى، مسلسلات، مصارعة” والإستمتاع بها فالإنترنت سيتحول إلى سوق رقمي قريبا حتى المعلومات الدراسية والبحوث قد تمنع لأنه مستخرجه من كتب ذات حقوق محفوظة.
الكلام السابق قد يكون مبالغ فيه وقد يستغرق وقتا طويلا لكي يحدث لكن إزدياد مواقع الشراء الرقمية و المحاربة العنيفة للمواقع ذات الخدمات المجانية دليل قوي على تطبيق القانون بحذافيره.
وكأني أشاهد لامار سميث في مكتبه وهو يشرب “القهوه” ويبتسم وهو يشاهد نجاح مقترحه.